![]() |
|
الصحة النفسية تلعب الصحة النفسية دوراً كبيراً في حياتنا، في صحتنا وسعادتنا وطريقة رؤيتنا لكل ما حولنا |
كلمة الإدارة |
![]() |
إضغط على الصورة لتكبيرها ... أبعاد الصورة الأصلية 600x450 وحجمها 76 كيلو بايت ..
فتأمل هذه الجلالة وهذه العظمة التي تضمنتها هذه الألفاظ الثلاثة على أبدع نظام، وأحسن سياق.
رب الناس ملك الناس إله الناس
وقد اشتملت هذه الإضافات الثلاث على جميع قواعد الإيمان وتضمنت معاني أسمائه الحسنى
أما تضمنها لمعاني أسمائه الحسنى
فإن ( الرب) هو القادر، الخالق، البارئ، المصور، الحي، القيوم، العليم، السميع، البصير،
المحسن، المنعم، الجواد، المعطي، المانع، الضار، النافع، المقدم، المؤخر،
الذي يضل من يشاء، ويهدي من يشاء، ويسعد من يشاء، ويشقي ويعز من يشاء،
ويذل من يشاء، إلى غير ذلك من معاني ربوبيته التي له منها ما يستحقه من الأسماء الحسنى.
وأما(الملك ) فهو الآمر، الناهي، المعز، المذل،
الذي يصرف أمور عباده كما يحب، ويقلبهم كما يشاء،وله من معنى الملك ما يستحقه من الأسماء الحسنى...
كالعزيز، الجبار، المتكبر، الحكم، العدل، الخافض، الرافع، المعز، المذل، العظيم، الجليل،
الكبير، الحسيب، المجيد، الولي، المتعالي، مالك الملك، المقسط، الجامع،
إلى غير ذلك من الأسماء العائدة إلى الملك
Cant See Images
(الواحد جل جلاله)
فليس له مثيل ولا نظير، ولا مناسب بوجه من الوجوه.
فهو الأحد في حياته وقيوميته، وعلمه وقدرته، وعظمته وجلاله، وجماله وحمده، وحكمته
ورحمته،
وغيرها من صفاته، موصوف بغاية الكمال ونهايته، من كل صفة من هذه الصفات.
ومن تحقيق أحديته وتفرده بها أنه (الصمد)
أي: الرب الكامل، والسيد العظيم، الذي لم يبق صفة كمال إلا اتصف بها.. ووصفه بغايتها وكمالها،
بحيث لا تحيط الخلائق ببعض تلك الصفات بقلوبهم ، ولا تعبر عنها ألسنتهم.
Cant See Images
ما السر في اقتران اسم الله ( القدوس ) باسم ( الملك ) في القرآن و السنة ؟
متصرفا ً في كل شيء ،
فهو قدوس منزّه عمّا يعتري الملوك من النقائص ،
التي اشهرها الاستبداد و الظلم و الاسترسال مع الهوى و المحاباة "
ج.تدبر
Cant See Images
" لعل السر في ذلك : أن من صفات هذا الملك أنه قدوس ،(الأول جل جلاله)
إضغط على الصورة لتكبيرها ... أبعاد الصورة الأصلية 600x450 وحجمها 155 كيلو بايت .
Cant See Images
و هذا إشارة إلى أنه سبحانه مع كونه ملكا ً مدبّرا ً
متصرفا ً في كل شيء ،
فهو قدوس منزّه عمّا يعتري الملوك من النقائص ،
التي اشهرها الاستبداد و الظلم و الاسترسال مع الهوى و المحاباة "
ج.تدبر
Cant See Images
(الأول جل جلاله)
إضغط على الصورة لتكبيرها ... أبعاد الصورة الأصلية 600x450 وحجمها 155 كيلو بايت .
Cant See Images
Cant See Images
(الأخر جل جلاله)
Cant See Images
Cant See Images
(الظاهر جل جلاله)
)
إضغط على الصورة لتكبيرها ... أبعاد الصورة الأصلية 600x450 وحجمها 166 كيلو بايت .
Cant See Images
سعادتي في رضا ربي Cant See Links Cant See Links Cant See Links
Cant See Images
(الباطن جل جلاله)
إضغط على الصورة لتكبيرها ... أبعاد الصورة الأصلية 600x450 وحجمها 160 كيلو بايت .
Cant See Images
Cant See Images
( الأول , والآخر , والظاهر , والباطن )
قال الله تعالى ( هو الأول والآخر والظاهر والباطن)
هذه الأسماء الأربعة المباركة قد فسرها النبي - صلى الله عليه وسلم - تفسيرا ً جامعا ً واضحا ً
فقال يخاطب ربه :
( اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء , وأنت الآخر فليس بعدك شيء
و أنت الظاهر فليس فوقك شيء , وأنت الباطن فليس دونك شيء )
إلى آخر الحديث , ففسّر كل اسم بمعناه العظيم , ونفى عنه ما يضاده وينافيه .
فتدبّر هذه المعاني الجليلة الدّالة على تفرّد الرب العظيم بالكمال المطلق والإحاطة المطلقة الزمانية
في قوله : ( الأول والآخر )والمكانية في ( الظاهر والباطن ) .
( فالأول ) يدل على أن كل ما سواه حادث كائن بعد أن لم يكن , ويوجب للعبد أن يلحظ فضل ربه في كل نعمة دينية أو دنيوية , إذ السبب والمسبب منه تعالى .
( والآخر ) يدل على أنه هو الغاية , والصمد الذي تصمد إليه المخلوقات بتألهها , ورغبتها , ورهبتها , وجميع مطالبها .
( والظاهر ) يدل على عظمة صفاته واضمحلال كل شيء عند عظمته من ذوات وصفات على علوّه .
( والباطن ) يدل على إطلاعه علىالسرائر والضمائر والخبايا والخفايا
, ودقائق الأشياء , كما يدل على كمال قربه ودنوّه .
ولا يتنافى الظاهر والباطن لأن الله ليس كمثله شيء في كل النعوت .
أكتفي بهذا القدر ونكمل الباقي في وقت اخر إن شاء الله
دمت في حفظ الله ورعايته
Cant See Images
(الوارث جل جلاله)
إضغط على الصورة لتكبيرها ... أبعاد الصورة الأصلية 600x450 وحجمها 168 كيلو بايت .
Cant See Images
الوارث سبحانه هو الباقى بعد فناء الخلق،
وقيل الوارث لجميع الأشياء بعد فناء أهلها ،
روى أنه ينادى يوم القيامة : لمن الملك اليوم ؟ فيقال: لله الواحد القهار.
وهذا النداء عبارة عن حقيقة ما ينكشف للأكثرين فى ذلك اليوم
إذ يظنون لأنفسهم ملكا، أما أرباب البصائر فإنهم أبدا مشاهدون لمعنى هذا النداء،
يؤمنون بأن الملك لله الواحد القهار أزلا وابدأ.Cant See Images
(الكبير جل جلاله)
إضغط على الصورة لتكبيرها ... أبعاد الصورة الأصلية 600x450 وحجمها 170 كيلو بايت .
Cant See Images
(( الكبيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــر ))
وهو سبحانه وتعالى الموصوف بصفات المجد والكبرياء والعظمة والجلال , الذي هو أكبر من كل شيء وأعظم من كل
شيء , وأجل وأعلى .
وله التعظيم والإجلال في قلوب أوليائه وأصفيائه .. قد ملئت قلوبهم من تعظيمه وإجلاله والخضوع له والتذلل لكبريائه
قال الله تعالى : { ذلك بأنه إذا دُعيَ الله وحده كفرتم و إن يشرك به تؤمنوا فالحكم لله العليّ الكبير }Cant See Images
(الحي ، القيوم جل جلاله)
إضغط على الصورة لتكبيرها ... أبعاد الصورة الأصلية 600x450 وحجمها 161 كيلو بايت .
Cant See Images
إضغط على الصورة لتكبيرها ... أبعاد الصورة الأصلية 600x450 وحجمها 159 كيلو بايت .
Cant See Images
الحـــــيّ القيــــــوم
قال الله تعالى : {الله لا إله إلا هو الحي القيوم}
وقال سبحانه : {آلم الله لا إله إلا هو الحي القيوم}
وقال عز وجل : {وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلماً}
وهما من أسماء الله الحسنى.
و(الحي القيوم) جمعها في غاية المناسبة كما جمعها الله في عدة مواضع في كتابه،
وذلك أنهما محتويان على جميع صفات الكمال،
فالحي هو كامل الحياة، وذلك يتضمن جميع الصفات الذاتية لله كالعلم، والعزة،
والقدرة والإرادة، والعظمة، والكبرياء، وغيرها من صفات الذات المقدسة،
والقيوم هو كامل القيومية وله معنيان :
1. هو الذي قام بنفسه، وعظمت صفاته، واستغنى عن جميع مخلوقاته.
2. وقامت به الأرض والسماوات وما فيهما من المخلوقات،
فهو الذي أوجدها وأمدها وأعدها لكل ما فيه بقاؤها وصلاحها وقيامها،
فهو الغني عنها من كل وجه وهي التي افتقرت إليه من كل وجه،
فالحي والقيوم من له صفة كل كمال وهو الفعال لما يريد.Cant See Images
(المؤمن جل جلاله)
إضغط على الصورة لتكبيرها ... أبعاد الصورة الأصلية 600x450 وحجمها 157 كيلو بايت .
Cant See Images
... المـــــــؤمن ...
الذي أثنى على نفسه بصفات الكمال ،
وبكمال الجلال والجمال. الذي أرسل رسله،
وأنزل كتبه بالآيات والبراهين.
وصدق رسله بكل آية وبرهان، يدل على صدقهم وصحة ما جاءوا به.
Cant See Images
(المتكبر جل جلاله)
إضغط على الصورة لتكبيرها ... أبعاد الصورة الأصلية 600x450 وحجمها 167 كيلو بايت .
Cant See Images
المتكبر ذو الكبرياء ،
هو كمال الذات وكمال الوجود ، والكبرياء والعظمة بمعنى واحد ،
فلا كبرياء لسواه ، وهو المتفرد بالعظمة والكبرياء ،
المتعالى عن صفات الخلق ، الذى تكبر عما يوجب نقصا أو حاجة ،
أو المتعالى عن صفات المخلوقات بصفاته وذاته
كل من رأى العظمة والكبرياء لنفسه على الخصوص دون غيره حيث يرى نفسه أفضل الخلق
مع أن الناس فى الحقوق سواء ، كانت رؤيته كاذبة وباطلة ، إلا لله تعالى
( العليّ , الأعلى , المتعال )
قال الله تعالى (( ولا يئوده حفظهما وهو العليّ العظيم )) سورة البقرة آية 255
وقال تعالى (( سبح اسم ربك الأعلى )) سورة الأعلى آية 1
وقال تعالى (( عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال )) سورة الرعد آية 13
وذلك دال على أن جميع معاني العلوّ ثابتة لله من كل وجه , فله علوّ الذات , فإنه فوق المخلوقات وعلى العرش استوى
أي علا وارتفع .
وله علوّ القدر وهو علوّ صفاته وعظمتها فلا يماثله صفة مخلوق , بل لا يقدر الخلائق كلهم أن يحيطوا ببعض معاني صفة
واحده من صفاته قال تعالى (( ولا يحيطون به علما )) سورة طه آية 110
وبذلك يـُـعلم أنه ليس كمثله شيء في كل نعوته , وله علوّ القهر فإنه الواحد القهار الذي قهر بعزّته وعلوّه الخلق كلهم
فنواصيهم بيده وما شاء كان .. لا يمانعه فيه ممانع , وما لم يشأ لم يكن .. فلو اجتمع الخلق على إيجاد ما لم يشأه الله
لم يقدروا , ولو اجتمعوا على منع ما حكمت به مشيئته لم يمنعوه , وذلك لكمال اقتداره , ونفوذ مشيئته , وشدة افتقار
المخلوقات كلها إليه من كل وجه .
{ العظيـــــــــــــــــم }(المجيــــــــــــد )
قال الله تعالى : (( ولا يئوده حفظهما وهو العليّ العظيــم )) الله تعالى عظيم له كل وصف ومعنى يوجب التعظيم , فلا يقدر مخلوق أن يثني عليه كما ينبغي له ولا يحصي ثناءً عليه , بل هو كما أثنى على نفسه وفوق ما يثني عليه عباده .
واعلم ان معاني التعظيم الثابتة لله وحده نوعان :
# أحدهما أنه موصوف بكل صفة كمال , وله من ذلك الكمال أكمله , وأعظمه , وأوسعه ,فله العلم المحيط والقدرة النافذة والكبرياء والعظمة , ومن عظمته أن السماوات والأرض في كفّ الرحمن أصغر من الخردلة .. كما قال ذلك ابن عباس وغيره , وقال تعالى : (( وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا ً قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه ))
وقال تعالى : (( إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا ولئن زالتآ إن أمسكهما من أحد ٍ من بعده )) وقال تعالى وهو العليّ العظيم : (( تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن ))
وفي الصحيح عنه - صلى الله عليه وسلم - {{ إن الله يقول الكبرياء ردائي والعظمة إزاري , فمن نازعني واحدا ً منهما عذّبته }} فلله تعالى الكبرياء والعظمة , والوصفان اللذان لا يـُـقدّر قدرهما ولا يـُـبلغ كنههما .
# النوع الثاني من معاني عظمته تعالى أنه لا يستحق أحد من الخلق أن يعظّم كما يعظّم الله , فيستحق جلّ جلاله من عباده أن يعظّموه بقلوبهم و ألسنتهم وجوارحهم , وذلك ببذل الجهد في معرفته ومحبته والذل له والان**ار له والخضوع لكبريائه والخوف منه وإعمال اللسان بالثناء عليه وقيام الجوارح بشكره وعبوديته .
ومن تعظيمه أن يتـّـقى حق تقاته , فيطاع فلا يعصى , ويُذكر فلا يُنسى , ويُشكر فلا يكفر .
ومن تعظيمه تعظيم ما حرّمه وشرعه من زمان ومكان وأعمال (( ذلك ومن يعظّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب )) وقال تعالى : (( ذلك ومن يعظّم حرمات الله فهو خير له عند ربه ))
ومن تعظيمه أن لا يُعترض على شيء مما خلقه أو شرعه .
( السميــــع , البصيــــــــــر )( العليــــــــــــــم الخبيـــــــــــر )
السميــــــــــــع :
قال الله تعالى : { وكان الله سميعاً بصيراً } وكثيراً ما يقرن الله بين صفة السمع والبصر , فكل من السمع والبصر محيط
بجميع متعلقاته الظاهرة والباطنة , فالسميع الذي أحاط سمعه بجميع المسموعات , فكل ما في العالم العلوي والسفلي
من الأصوات يسمعها , سرّها وعلنها وكأنها لديه صوت واحد , لا تختلط عليه الأصوات , ولا تخفى عليه جميع اللغات
والقريب منها والبعيد والسر والعلانية عنده سواء { سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف باليل وسارب بالنهار } { قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله والله يسمع تحاوركما إن الله سميع بصير }
قالت عائشة رضي الله عنها : تبارك الذي وسع سمعه الأصوات , لقد جاءت المجادِلة تشتكي إلى رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأنا في جانب الحجرة , وإنه ليخفى عليّ بعض كلامها
فأنزل الله : { قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها } الآية .
وســــمعه تعالى نوعان :
& أحدهما سمعه لجميع الأصوات الظاهرة والباطنة الخفيّة والجليّة , وإحاطته التامة بها .
& الثاني سمع الإجابة منه للسائلين والداعين والعابدين فيجيبهم ويثيبهم , ومنه قوله تعالى : { إن ربي لسميع الدعاء }
وقول المصلي (( سمع الله لمن حمده )) أي استجاب .
@البصيـــــــــر :
الذي أحاط بصره بجميع المبصرات في أقطار الأرض والسماوات حتى أخفى ما يكون فيها , فيرى دبيب النملة السوداء
على الصخرة الصمّاء في الليلة الظلماء وجميع أعضائها الباطنة والظاهرة وسريان القوت في أعضائها الدقيقة
ويرى سريان المياه في أغصان الأشجار وعروقها وجميع النباتات على اختلاف أنواعها و صغرها ودقتها , ويرى نياط
عروق النملة والنحلة والبعوضة وأصغر من ذلك .
فسبحان من تحيّرت العقول في عظمته , وسعة متعلقات صفاته , وكمال عظمته ولطفه وخبرته بالغيب والشهادة والحاضر والغائب , ويرى خيانات الأعين وتقلبات الأجفان وحركات الجنان .. قال تعالى : { الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين إنه هو السميع العليم } { يعلم خانة الأعين وما تخفي الصدور } { والله على كل شيء شهيد }
أي مطلع ومحيط علمه وبصره وسمعه بجميع الكائنات .
( الحميـــــــد )
قال الله تعالى : { يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغنيّ الحميد }
ذكر ابن القيّم رحمه الله تعالى أن الله حميـــد من وجهيــن :
أحدهمـــا : أن جميع المخلوقات ناطقة بحمده , فكل حمد وقع من أهل السماوات والأرض الأولين منهم والآخرين
وكل حمد لم يقع منهم بل كان مفروضا ً ومقدّرا ً حيثما تسلسلت الأزمان واتصلت الأوقات .. حمدا ً يملأ الوجود كلّه
العالم العلوي والسفلي , ويملأ نظير الوجود من غير عدّ ولا إحصاء ,, فإن الله تعالى مستحقه من وجوه كثيرة :
منها أن الله هو الذي خلقهم ورزقهم و أسدى عليهم النعم الظاهرة والباطنة .. الدينية والدنيوية , وصرف عنهم النقم والمكاره .. فما بالعباد من نعمة فمن الله , ولا يدفع الشرور إلا هو .. فيستحق منهم أن يحمدوه في جميع الأوقات
وأن يثنوا عليه ويشكروه بعدد اللحظات .
الوجه الثاني : أنه يُحمد على ما له من الأسماء الحسنى والصفات الكاملة العليا والمدائح والمحامد والنعوت الجليلة
الجميلة , فله كل صفة كمال وله من تلك الصفة أكملها و أعظمها , فكل صفة من صفاته يستحق عليها أكمل الحمد والثناء , فكيف بجميع الأوصاف المقدسة .. فله الحمـــــــد لذاته , وله الحمد لصفــاته , وله الحمد لأفعالــه ؛ لأنها دائرة بين أفعال الفضل و الإحسان وبين أفعال العدل والحكمة التي يستحق عليها كمال الحمد
وله الحمد على خلقه , وعلى شرعه , وعلى أحكامه القدريّة , وأحكامه الشرعيّة , وأحكام الجزاء في الأولى والآخرة
وتفاصيل حمـــــده وما يُحمد عليه لا تحيط بها الأفكار ولا تحصيها الأقلام ..
( العزيز , القدير , القادر , المقتدر , القويّ , المتيـــن )
هذه الأسماء العظيمة معانيها متقاربة .. فهو تعالى كامل القوة .. عظيم القدرة .. شامل العزّة
{ إن العزّة لله جميعاً } وقال تعالى : { إن ربك هو القوي العزيز } ..
فمعاني العزّة الثلاثة كلها كاملة لله العظيم :
1 - عزّة القوة الدّال عليها من أسمائه (( القوي المتين )) وهي وصفه العظيم الذي لا تنسب إليه قوّة المخلوقات وإن عظمت .. قال الله تعالى : { إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين } .. وقال : { والله قدير والله غفور رحيم }
وقال عز وجل : { قل هو القادر على أن يبعث عليكم عذابا ً من فوقكم أو من تحت أرجلكم أو يَـلبسكم شيعا ً و يذيق
بعضكم بأس بعض } .. وقال تعالى : { وكان الله على كل شيء مقتدراً } .. وقال عز وجل : { إن المتقين في جناتٍ ونهر
في مقعد صدق ٍ عند مليك ٍ مقتدر }
2 - عزّة الامتناع فإنّه هو الغني بذاته .. فلا يحتاج إلى أحد ولا يبلغ العباد ضرّه فيضرّونه ولا نفعه فينفعونه .. بل هو
الضارّ النافع المعطي المانع .
3 - عزّة القهر والغلبة لكل الكائنات فهي كلها مقهورة لله خاضعة لعظمته منقادة لإرادته .. فجميع نواصي المخلوقات
بيده .. لا يتحرك منها متحرّك ولا يتصرف منها متصرّف إلا ّ بحوله وقوته و إذنه .. فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن
ولا حول ولا قوة إلا به .
فمن قوّته واقتداره أنـّـه خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام .. وأنّه خلق الخلق ثم يميتهم ثم يحييهم ثم
إليه يرجعون { ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة } .. { وهو الذي يبدؤا الخلق ثم يعيده وهو أهون عليه }
ومن آثار قدرته أنك ترى الأرض هامدة فإذا أنزل عليها الماء اهتزت وربت و أنبتت من كل زوج بهيج ..
ومن آثار قدرته ما أوقعه بالأمم المكذبين و الكفار الظالمين من أنواع العقوبات وحلول المثلات .. وأنّه لم يغن ِ عنهم
كيدهم ومكرهم ولا أموالهم ولا جنودهم ولا حصونهم من عذاب الله من شيء لمـّـا جاء أمر ربك .. وما زادوهم غير تتبيب
وخصوصا ً في هذه الأوقات .. فإن هذه القوّة الهائلة والمخترعات الباهرة التي وصلت إليها مقدرة هذه الأمم
هي من إقدار الله لهم وتعليمه لهم ما لم يكونوا يعلمونه .. فمن آيات الله أن قواهم وقـُـدَرهم ومخترعاتهم لم تغن عنهم شيئا ً في صدّ ما أصابهم من النكبات و العقوبات المهلكة .. مع بذل جدّهم واجتهادهم في توقي ذلك ..
ولكن أمر الله غالب .. وقدرته تنقاد لها عناصر العالم العلوي والسفلي .
ومن تمام عزته وقدرته و شمولهما أنه كما أنه هو الخالق للعباد فهو خالق أعمالهم و طاعاتهمك ومعاصيهم .. وهي أيضا ً أفعالهم .. فهي تضاف إلى الله خلقا ً و تقديرا ً و تضاف إليهم فعلا ً و مباشرة على الحقيقة .. ولا منافاة بين الأمرين .. فإن الله خالق قدرتهم و إرادتهم .. وخالق السبب التام خالق للمسبب .. قال تعالى : { والله خلقكم وما تعملون }
ومن آثار قدرته ما ذكره في كتابه من نصرة أوليائه على قلّة عددهم وعـُـددهم على أعدائهم الذين فاقوهم بكثرة
العَدد والعـُـدة .. قال تعالى : { كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله }
ومن آثار قدرته و رحمته ما يحدثه لأهل النار وأهل الجنة من أنواع العقاب و أصناف النعيم المستمر الكثير المتتابع الذي لا ينقطع ولا يتناهى .
فبقدرته أوجد الموجودات .. وبقدرته دبّرها .. وبقدرته سوّاها و أحكمها .. وبقدرته يحيي و يميت ويبعث العباد للجزاء .. ويجازي المحسن بإحسانه والمسئ بإساءته .. وبقدرته يقلب القلوب و يصرفها على ما يشاء
الذي إذا أراد شيئا ً قال له : { كن فيكون }
قال الله تعالى : { أين ما تكونوا يات بكم الله جميعا إن الله على كل شيء قدير }
( الغنـــــــــــي )
قال الله تعالى : { و أنه هو أغنى و أقنى }
و قال الله تعالى : { ياأيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد }
فهو تعالى ( الغني ) الذي له الغنى التام المطلق من كل الوجوه لكماله وكمال صفاته التي لا يتطرق إليها نقص بوجه
من الوجوه , ولا يمكن أن يكون إلا غنيا ً فإن غناه من لوازم ذاته , كما لا يكون إلا محسنا ً , جوادا ً , برا ً رحيما ً
كريما ً , والمخلوقات بأسرها لا تستغني عنه في حال من أحوالها , فهي مفتقرة إليه في إيجادها , وفي بقائها
وفي كل ما تحتاجه أو تضطر إليه , ومن سعة غناه أن خزائن السماوات و الأرض والرحمة بيده و أن جوده على خلقه متواصل في جميع اللحظات و الأوقات , و أن يده سحاء الليل والنهار وخيره على الخلق مدرار .
ومن كمال غناه وكرمه أنّه يأمر عباده بدعائه , و يعدهم بإجابة دعواتهم و إسعافهم بجميع مراداتهم , ويؤتيهم من فضله ما سألوه وما لم يسألوه .
ومن كمال غناه أنّه لو اجتمع أول الخلق وآخرهم في صعيد واحد فسألوه , فأعطى كلاً منهم ما سأله وما بلغت أمانيه
ما نقص من ملكه مثقال ذرّة .
ومن كمال غناه وسعة عطاياه ما يبسطه على أهل دار كرامته من النعيم واللذات المتتابعات والخيرات المتواصلات مما
لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .
ومن كمال غناه أنه لم يتّخذ صاحبة ً ولا ولدا ً ولا شريكا ً في الملك , ولا وليـّـا ً من الذل فهو الغني الذي كمل بنعوته
و أوصافه , المغني لجميع مخلوقاته .
والخـــــــلاصة أن الله الغني الذي له الغنى التام المطلق من كل الوجوه وهو المغني جميع خلقه , غنىً عاما ً ..
و المغني لخواص خلقه , بما أفاض على قلوبهم من المعارف الربانية و الحقائق الإيمانية
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
![]() |
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك
BB code is متاحة
الابتسامات متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
|