الصحة

وعادت عينيك من اغتراب المطارح ...
أي الدروب اجتازت ..لا أدري
لكنها...عادت لتنير قنديل ليلي

وتوقظ في لهفتي ذاك الحنين
الذي بنى أعشاشه بصدري
أو ذاك الشوق الذ عاندني واستقل
القطار الأخير بحثاً عنك في بحار الغربة
فضاع ونسى تذكرته في محطة بعيدة
على طاولة مقهى مهجور تراكم عليها
غبار السنين وعفن الأنتظار


واليوم ..عادت عيينك من السفر
تتلقاني بشوق وحب ما أرهقه السفر
وأنا أمامها عاجزة إلا من دمعي



تتسلل نظراتك وأتجاهل أني أحسها
وبكبريائي....
أتجاهل شوقي لها... فتسرح رغم أنف الشوق
الذي غفى على الضفاف في مدى ولهي الذي
سباه الفراق



اليوم عادت عينيك لتوقظ بلحظة ..بهمسة
برفة هدب.... برعشة وتر
كل كل الحب فأنسى ما مضى وأعدو إليك

لتضمني...
بأكليل ياسمين ..وبوح قرنفل

سأكتب بحروف من حرير أبيض
قصة حبي الذي لا يموت
وأروي في عينيك أشعارأً
و استجدي من بريقها
لؤلؤاً وباقوت

ما أنا إلا صدى صوتك المبحر
في زوارق الحب
والمسافر في حقول الصمت

ما أنا إلا أجوبة كثيرة لسؤال حائر في ذهنك

ما أنا إلا عصفورة حالمة بالدفء
اتخذت من حنانك عشاً
لتعيش فيه عمراً ...وبه تموت

بريد الشوق ..رفّ كما الحمام
فأرسم زنبقاً أبيض .. وباسمين حائر

تموج المروج شوقاً.. للسنابل
تغرد السنونو فرحاً ...والبلابل

الربيع أزهر وأينعت بحنينها المعاول


وحياء يلفح الوجنات جمراً
كما يلفح العطر بيادر السوسن



صهيل المهر يعلو كما الغيوم في السماء
ومن وتر الصهيل أناجي طيفك الأمين

وقافية منك أشجت في الأضلع
عبرات تحتسي خمر الشعور


كلماتي ترتجي شوقاً لخليل
غيبته الليالي عن الحضور

هدهد غنى لحنيني ....
فتلقى يا خلي الحنين

شوقي اليك يتخطى البحار

انسي لاحلامك كلهيب النار

يتموج الم الحنين اليك بصدري

تتلوه يا عشقي آهات وآهات

فمن للقلب يهدئ حنينه اليك ؟

ومن لدمعي يواسيه سوى يديك؟

فرحت بابتسامتك ولمسني برد حنانيك